في تقارب بين القادة الشباب والمثقفين من العالم الإسلامي، ألقى الدكتور مصطفى فيصل بارفيز، الأمين العام للاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية (IIFSO)، خطابًا في حفل افتتاح دورة لاتهان للتدريب، الذي نظمته جمعية الطلاب الإسلاميين (HMI) في إندونيسيا عقد في تركيا لعام 2024، بموضوع “دور حركة الشباب في مكافحة الظلم من أجل تضامن الأمة في العصر المتعدد الأقطاب”. وشدد خطاب الدكتور بارفيز على الأهمية الحاسمة للحركات الشبابية في الدعوة إلى العدالة وتعزيز التضامن داخل الأمة وسط تعقيدات المشهد العالمي سريع التغير.
الكشف عن الرؤية
وفي كلمته، تناول الدكتور بارفيز التحديات والفرص التي تحدد العصر الحالي، وشدد بشكل خاص على دور الشباب في التعامل مع قضايا الظلم متعددة الأوجه التي تنتشر عبر الحدود. وكان خطابه بمثابة دعوة واضحة لجيل الشباب لاحتضان دورهم المحوري في تشكيل مستقبل تقف فيه مبادئ العدالة والتضامن في طليعة الأجندة الجماعية للأمة.
تمكين قادة المستقبل: جوهر التدريب الأساسي Latihan Kader I
يمثل التدريب الأساسي Latihan Kader I، الذي تنظمه HMI Cabang Istimewa Turkiye، خطوة تأسيسية نحو رعاية كادر من القادة الشباب المجهزين بالمعرفة والمهارات والأطر الأخلاقية اللازمة للقيادة بفعالية. تم تصميم برنامج التدريب بدقة ليشمل مجموعة واسعة من التخصصات، بما في ذلك الدراسات الدينية والعلوم السياسية والنشاط الاجتماعي، وبالتالي إعداد المشاركين لمواجهة التحديات المباشرة والطويلة الأجل التي تواجه المجتمع الإسلامي في جميع أنحاء العالم.
التداعيات الأوسع: دعوة للوحدة والعمل
تمتد تداعيات خطاب الدكتور بارفيز، إلى جانب الأهداف الإستراتيجية لبرنامج التدريب، إلى ما هو أبعد من الجمهور المباشر. إنها تدل على حركة أوسع نحو تنشئة جيل من القادة الذين لا يدركون المظالم العالمية فحسب، بل يلتزمون أيضًا بالمشاركة بنشاط في الجهود الرامية إلى تعزيز الوحدة والتضامن داخل الأمة. ويمثل هذا المسعى الجماعي طريقا حيويا نحو التغلب على الانقسامات والتفاوتات التي طالما أعاقت تقدم المجتمع الإسلامي على الساحة العالمية.
رسم المسار إلى الأمام.. الحفاظ على الزخم
ومع استمرار أصداء خطاب الدكتور بارفيز وعودة المشاركين في التدريب الأساسي لاتيهان قادر إلى مجتمعاتهم، فإن المقياس الحقيقي للنجاح يكمن في ترجمة هذه الأفكار إلى أفعال ملموسة. تتطلب المرحلة المقبلة التزامًا مستمرًا بالمبادئ التي تم تقديمها خلال التدريب، وتفانيًا لا يتزعزع للقيادة الأخلاقية، واتباع نهج استباقي لمواجهة التحديات التي لا تعد ولا تحصى التي تنتظرنا.
في الختام، يمثل التدريب الأساسي لاتيهان قادر الأول وخطاب الدكتور بارفيز لحظات محورية في الجهد المستمر لتحفيز شباب الأمة. وبينما نتقدم بشكل أعمق في عصر متعدد الأقطاب، فإن وحدة الشباب المسلم وقدرتهم على الصمود ونشاطهم، المستوحاة من القادة ذوي الرؤى والمبادرات التحويلية، سوف تلعب دورا حاسما في تمهيد الطريق نحو مجتمع عالمي أكثر عدلا وتوحيدا.