21-22 أكتوبر/تشرين الأول 2024
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد:
فقد اختُتمت -بفضل الله تعالى وتوفيقه- أعمال “القمة الدولية للقيادة الطلابية”، التي نظمها “الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية” (إيفسو)، في 21-22 أكتوبر/تشرين الأول 2024، في العاصمة التركية اسطنبول، بمشاركة نحو 130 من قيادات المنظمات الشبابية والطلابية، يمثلون 65 منظمة شبابية وطلابية، قدِموا من 40 دولة من جميع أنحاء العالم.
وقد تباحث المشاركون في هموم العالم الإسلامي وآماله وآلامه، والفرص والتحديات التي تواجهها الأمة جمعاء، وآلية تفعيل دور المنظمات الطلابية والشبابية لتحقيق الاستجابة المثلى لهذه التحديات.
وقد أكد المشاركون على ما يلي:
أولًا: نحيي نضال شعبنا الفلسطيني الصامد في غزة والضفة والقدس والشتات؛ وخاصة الطلاب والشباب الفلسطيني المقاوم، الذي بقي صامدا، بعد عام كامل، أمام الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ومحاولات تهويد المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية وتغيير هويتها.
ثانيًا: نثمن مواقف بعض الدول الإسلامية وما بذلته من جهود لوقف الإبادة الجارية في قطاع غزة، لكننا في الوقت نفسه نستنكر ونشجب المواقف المخزية لكثير من حكومات الدول الإسلامية والعربية والعالم، التي لم تقم بأدوارها المنوطة بها لوقف الإبادة والتهجير في قطاع غزة، والعدوان على الضفة والقدس ولبنان ودول المنطقة. حيث اكتفت بالبيانات الدبلوماسية، دون تحركات حقيقية جادة تمثل ضغطًا فعليًا على كيان الاحتلال وداعميه.
ثالثًا: نثمن الحراك الشبابي والطلابي الذي هز العواصم الكبرى، لا سيما في أوروبا وأمريكا وعدد من جامعات دولنا الإسلامية، دعمًا للحق الفلسطيني، ومناهضة للعربدة الصهيونية، واحتجاجًا على الصمت والعجز الدوليين إزاء المجازر والانتهاكات. وندعو المؤسسات والمنظمات الإسلامية لتحمل مسؤولياتها التاريخية، من خلال استمرار الحراك وتصعيد وتيرته وآلياته؛ للضغط على الدول والحكومات لاتخاذ مواقف أكثر جدية وحسمًا وحزمًا في وجه حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو 13 شهرًا، ولوقف التطبيع والعلاقات مع الكيان.
رابعًا: نشيد بنضال الشباب وكفاحهم في بنغلاديش، والذي أدى إلى إسقاط نظام الفساد والاستبداد الجاثم على صدور الشعب البنغالي منذ ما يزيد عن 15 عامًا.
وهو ما يؤكد أن الشباب لا يزالون أمل شعوبهم في الحرية والعزة والنهضة والكرامة، وأن حراكهم قادر على تغيير الموازين، وهو ما يضاعف المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويدفعهم لمزيد من العمل والكفاح من أجل نهضة هذه الأمة.
خامسًا: نعلن تضامننا مع شعبنا السوداني المكلوم، الذي يكابد العناء والمشقة والمجاعة والنزوح، في وسط صمت وتعتيم إعلامي دولي. كما ندين التدخلات الخارجية المشبوهة، التي تسعى لتدمير السودان وتكبيل أهله، والسيطرة على ثرواته ومقدراته.
وإذ نحيي صمود الشعب السوداني ونعبر عن تضامننا معه ودعم مؤسسات الدولة السودانية، ندعو أهل السودان -حكومة وقيادة وشعبًا- للوحدة على كلمة سواء؛ على أن يكون العمود الرئيس لهذه الكلمة هو وحدة السودان ورفض التدخلات والإملاءات الخارجية، فهي أم الشرور وأصل الفساد.
سادسًا: نعرب عن كامل تضامننا مع إخواننا في تركستان الشرقية وكشمير وبورما، وكل المسلمين والمضطهدين في كل بقاع العالم، الذين يعانون من انتهاكات جسيمة، ويتعرضون لسياسات قمعية ووحشية تستهدف هويتهم الثقافية والدينية.
ونحن إزاء ذلك، نؤكد دعمنا غير المحدود لهذه القضايا العادلة، فمعاناتهم في قلب ضمير العالم الإسلامي. كما نشدد على أن التضامن مع إخواننا في كل بقاع الأرض ليس مجرد واجب إنساني، بل هو أيضا مسؤولية جماعية أخلاقية وإنسانية تعكس وحدة الأمة الإسلامية.
ختامًا، يدعو المؤتمر جميع المنظمات الطلابية والشبابية في أنحاء العالم الإسلامي إلى تنشيط وتكثيف وتطوير العمل الطلابي والشبابي في بلدانهم، وتنسيق الجهود على المستويين الإقليمي والعالمي، وتقديم يد العون على كافة المستويات لإخواننا المضطهدين.
قال تعالى: “وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”.